آخر الأحداث والمستجدات 

مخيمات الأطلس المتوسط، ضعف البنيات و التجهيزات يعصف بالعملية التخيمية

 مخيمات الأطلس المتوسط، ضعف البنيات و التجهيزات يعصف بالعملية التخيمية

وسط غابة إقليم افران الممتدة على 116 ألف هكتار من غابات الأرز والبلوط الأخضر و أنواع أخرى من الغطاء النباتي، و القردة المنتشرة على طول و عرض الغابة التي تميز عاصمة الأطلس المتوسط, تنتشر مخيمات يقصدها الأطفال واليافعون من مختلف مناطق المغرب للتمتع بفترة العطلة الصيفية, وهي المقرات التخييمية التي كان للمستعمر الفرنسي دور في تشييدها لكي تكون قبلة لأطفال من عينات خاصة تقصدها خلال فترات محددة من السنة للتمتع بجمال الطبيعية بهذه المنطقة خلال فترة الخمسينات من القرن الماضي فكانت أسماء مخيمات مازال الآلاف من أطفال المغاربة يحتفظون بأسمائها عالقة بأذهانهم لا يمحوها النسيان ، فكل من مر من مخيمات الأطلس المتوسط مازال يتذكر رأس الماء، بن صميم،عين خرزوزة، عائشة أمبارك، تيومليلين ومخيم أوسماحة.

إلا أن هذه المراكز التي مرت على إنشائها عشرات السنين واشتغلت بوسائل بسيطة، بساطة الحياة التي كانت تطبع تلك الفترات من تاريخ المغرب، لازالت تعرف العديد من المعيقات التي تحول دون مرور مراحل التخييم بهذه المناطق الجبلية دون عراقيل عديدة تعكر صفو سير المراحل التخييمية بها رغم مرور 60 سنة على إنشائها، فإن كانت الأجواء الطبيعية بأغلب المخيمات المذكورة تبعث على الارتياح لجمال الطبيعية واللوحات الفنية البديعة التي ترسمها أشجار الأرز الباسقة و تضاريس الجبال الشاقة التي ترتفع بما يقارب 1700 متر عن سطح البحر، إلا أن البنية التحتية لجل مخيمات الأطلس تشكو من نقص واضح، دون أن تعرف أي تطور ملموس لهذه الفضاءات التربوية، فمازالت الكثير من المرافق بهذه المخيمات غير صالحة للاستغلال فبالأحرى أن تصلح لاستقبال فئات عمرية خاصة، هي فئة الأطفال.

باستماتة دافع محمد أوزين وزير الشباب و الرياضة عن مستجدات البرنامج الوطني للتخييم خلال الموسم الحالي بمدينة مكناس، بل إنه ذهب حد التبشير بالفتوحات الوزارية الكبيرة التي جعلت المستفيدين من مخيمات مثل رأس الماء لا يعرفونها. إلا أن زيارة ميدانية للجريدة إلى هذا المخيم الذي يعتبر أكبر المخيمات بالمغرب من حيث الطاقة الاستيعابية، جعلتنا نقف بالملموس على كل ما أحدث من رتوشات لم تصل لإحداث التغيير المطلوب الذي طالما نادت به المنظمات والجمعيات الوطنية المهتمة بقطاع الطفولة والتخييم بالمغرب. رغم أن هدا المخيم عرف كارثة إنسانية سنة 2004 بوفاة 6 طفلات بسبب الحريق الذي أتى على خيمتهم اثر انطلاق شرارة شمعة أمام غياب ربط المخيم بالكهرباء ، ولم يخف عدد من الأطر التربوية بمخيم رأس الماء في اتصال بأخبار اليوم أن المخيم تم ربطه بالكهرباء فعلا ، لكن الكهرباء تنقطع على المخيم بسبب ضعف أجهزة الربط الكهربائي التي تتعطل بين الفينة و الأخرى ، كما يحدث في عدد من مخيمات الأطلس المتوسط ، خاصة مع العواصف الرعدية التي تعصف بالمنطقة .

كما يعتبر عدد من الفاعلين التربويين المنتمين للمنظمات والجمعيات الوطنية مشاكل بنيوية، هناك مشاكل البنيات التحتية الضعيفة والمهترئة لجل مخيمات الأطلس التي يظل الكثير منها غير مستغل للأسباب السالفة الذكر، وحتى المستغل منها لا يخلو استغلاله من مثبطات تحول دون نجاح المراحل التخييمية التي تسعى الجمعيات العاملة في هدا الإطار إلى جعلها ملتقيات تتويجية لموسم كامل من العمل الدءوب. فمازال مشكل المرافق الصحية مطروحا بإلحاح داخل مخيمات من قبيل رأس الماء وعين خرزوزة وغيرهما ، ومازالت الأدوات والوسائل اللوجيستيكية التي من شأنها تسهيل مأمورية المربين والإداريين بمخيمات الأطلس ذات الطبيعة الخاصة، مازالت هده الوسائل الغائب الأكبر الذي لا تحرك إزاءه نيابة وزارة الشباب والرياضة بافران ساكنا. خاصة و أن المخيمات الجبلية تختلف كثيرا عن المخيمات الشاطئية ، حيث تعتمد الجبلية على برامج تربوية أكثر من الشاطئية التي تعتمد على السباحة بالدرجة الأولى ، فيما تحتاج المخيمات الجبلية وسائل لوجستيكية و ديدكتيكية مهمة لتنشيط البرامج التربوية .

حاولنا من أجل استجلاء حقيقة المجهودات الذي تحدث عنها الوزير و هو منتشيا في الندوة الافتتاحية للموسم التخييمي الحالي، وما أعلنه من معطيات ومستجدات جعلت وجه المخيمات بالأطلس بشكل خاص تعرف تغييرا مهما ، وقفنا على عدة اختلالات على مستوى البنية التحتية الهشة ، كعدم تجديد للخيام و الأفرشة و أدوات المطبخ أو ترميم المسالك الرابطة بين الفرعيات ، و لم يخف فؤاد عليلش احد الفاعلين الجمعويين و مهتم بمجال التخييم ، أن هناك شرخ كبير بين معطيات الواقع و معطيات العرض الذي تحاول الوزارة الوصية بشراكة مع الجامعة الوطنية للتخييم تقديمه للرأي العام ،موضحا أن اغلب مراكز التخييم تعاني الهشاشة على مستوى بنيتها التحتية ، و نقص في التجهيزات ، كالخيام و الأفرشة ، التي تعرف إهمالا كبيرا بعد كل عملية تخييم.

 

جميع الحقوق محفوظـة © المرجو عند نقل المقال، ذكر المصدر الأصلي للموضوع مع رابطه.كل مخالفة تعتبر قرصنة يعاقب عليها القانون.
الكاتب : سليمان عبدي
المصدر : هيئة تحرير مكناس بريس
التاريخ : 2013-08-27 11:57:06

 تعليقات الزوار عبر الفايسبوك 

 إعلانات 

 صوت و صورة 

1  2  3  4  5  6  7  8  9  المزيد 

 إعلانات 

 إنضم إلينا على الفايسبوك